نيويورك تايمز: كرة القدم في المغرب أداة دبلوماسية لتعزيز المكانة الدولية

نيويورك تايمز: كرة القدم في المغرب أداة دبلوماسية لتعزيز المكانة الدولية

24 ديسمبر, 2024

رصد تقرير حديث لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمجاد التي حققتها كرة القدم المغربية في العقد الأخير، والتي جعلتها في طليعة المشهد الرياضي الإقليمي، موضحا أن هذه الرياضة أضحت أداة ديبلوماسبة لتعزيز مكانة المغرب الإفريقية والدولية، وذلك عبر تطوير البنية التحتية والاستثمارات الرياضية والاستراتيجية المدروسة، وتحقيق إنجازات غير مسبوقة على الساحة العالمية.

وأوضح التقرير المطول الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” بعنوان “كيف أصبح المغرب قوة عظمى في كرة القدم/ How Morocco became a burgeoning football superpower”، أن الإعلان الأخير الذي كان قبل أيام قليلة عن إقامة مقر دائم للمكتب الإفريقي للفيفا في مدينة مراكش الحمراء، قد زاد من تعزيز مكانة المملكة المغربية في رياضة كرة القدم الإفريقية.

واستعرض التقرير في البداية مسار ملعب الحارثي، بمدينة مراكش، باعتباره رمزا للتحول الرياضي المغربي، فبعد أن أصبح شبه مهجور في 2010 وتحول فيما بعد إلى موطن لفريق الكوكب المراكشي، أعيد افتتاحه في عام 2018 بعد تعديلات شاملة عليه، ما جعله جزءا من الرؤية الرياضية الطموحة للمملكة، فبعد أن كان رمزا لفترة من الركود، أصبح مثالا لحقبة جديدة من المجد الرياضي.

وواصل المصدر ذاته أن المغرب يستعد لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025، وهي المرة الثانية في تاريخه بعد نسخة 1988، إضافة إلى مونديال 2030 مع كل من إسبانيا والبرتغال، موضحا أنه في إطار الاستعداد لهذه التظاهرات يجري بناء ملعب الملك الحسن الثاني الكبير قرب الدار البيضاء، بسعة تصل إلى 115,000 متفرج.

وذكر التقرير أن المملكة وضعت في كبرى أولوياتها تطوير البنية التحتية الرياضية والاهتمام بالمواهب الرياضية، حيث قامت بإنشاء أكاديمية الملك محمد السادس لكرة القدم قرب الرباط، بتكلفة بلغت 65 مليون دولار، مضيفة أن هذه المنشأة تمتد على مساحة 2.5 كيلومتر مربع، وتضم مرافق حديثة، من مدرسة ومركز طبي وملاعب تدريب، مبرزة أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أنشأت أيضا مراكز تدريب إقليمية لدعم تطوير اللاعبين المحليين.

وأضافت صحيفة نيويورك تايمز أن المنتخب المغربي حقق إنجازا غير مسبوق بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، متفوقا على إسبانيا والبرتغال، ما وضع المملكة في مركز الاهتمام العالمي وأبرز تأثير استثماراتها في الرياضة، كما أن اللاعبين المغاربة من الجالية المغربية في أوروبا، مثل أشرف حكيمي، شكلوا قوة رئيسة في هذا الإنجاز، حيث إن 70% من أسود الأطلس ولدوا في الخارج.

وأكد المصدر ذاته أن استثمارات المغرب في كرة القدم تتجاوز الجانب الرياضي لتشمل أبعادا دبلوماسية واقتصادية، حيث أصبحت وسيلة لتعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية والدولية، وجذب السياح، خاصة وأن المملكة تستهدف جذب 26 مليون سائح بحلول 2030، ناهيك عن عزم المغرب استضافة خمس نسخ من كأس العالم للسيدات تحت 17 عاما، ما يعزز دوره كمركز رياضي في إفريقيا.

ولفتت “نيويورك تايمز” إلى أن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وعضو مجلس الفيفا، يعتبر أحد أبرز الشخصيات التي قادت هذا التحول الرياضي، فمنذ توليه المنصب في سنة 2014، قاد استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة المغرب الرياضية، كما أن شغله أيضا لمناصب رفيعة، مثل: عضوية مجلس الفيفا والكاف، عزز نفوذ المملكة في المشهد الكروي العالمي.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*