بعد شهور من الانتظار والقلق بسبب تأخر التساقطات المطرية، عادت الأمطار خلال الأسابيع الأخيرة لتنعش آمال الفلاحين والمهنيين في قطاع الزراعة بموسم فلاحي جيد، خاصة في عدد من المناطق التي كانت تعاني من الجفاف وتراجع المخزون المائي.
وقد شملت الأمطار مناطق واسعة من المملكة، من الشمال إلى الجنوب، حيث سجلت كميات معتبرة من التساقطات، ساهمت في تحسين مخزون السدود، وإنعاش التربة، وتسريع وتيرة نمو المزروعات الخريفية، خاصة الحبوب والقطاني.
ويرى مهنيون أن هذه الأمطار جاءت في الوقت المناسب، حيث ساعدت في إنقاذ جزء كبير من الموسم الفلاحي، خاصة في المناطق البورية التي تعتمد بشكل كلي على التساقطات المطرية. كما أنها خففت من كلفة السقي بالنسبة للفلاحين الصغار، وساهمت في تحسن الغطاء النباتي، مما سينعكس إيجابًا على تربية المواشي.
من جهته، أكد مصدر من وزارة الفلاحة أن التساقطات الأخيرة سيكون لها أثر مباشر على تحسين مردودية المحاصيل، لا سيما في المناطق التي شهدت انحباسًا مطريًا خلال الأشهر الماضية، مشيرًا إلى أن “توزيع الأمطار وجودتها عاملان حاسمان في استقرار الإنتاج الفلاحي هذه السنة”.
كما سجل تحسن ملحوظ في مستوى ملء عدد من السدود الفلاحية، ما سيمكن من توفير مياه الري لمجموعة من الدوائر السقوية، ويدعم استمرارية الزراعات الربيعية التي بدأت الاستعدادات لها في عدد من المناطق.
وبينما يُنتظر أن تنعكس هذه المؤشرات الإيجابية على أسعار المنتجات الفلاحية في السوق الداخلية، يتوقع خبراء أن تساهم الأمطار الأخيرة في تعزيز الأمن الغذائي الوطني، وتقليص حجم الواردات الفلاحية، خاصة من الحبوب.
وتبقى آمال الفلاحين معقودة على استمرار التساقطات خلال الأسابيع المقبلة، لضمان موسم فلاحي متوازن ومستدام، في ظل تحديات التغيرات المناخية وتذبذب الأنماط المطرية التي أصبحت تؤثر بشكل متزايد على القطاع الزراعي بالمغرب.
